أصدر وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل قرارا اليوم الخميس، بعدم فرض رسوم إغراق على الصاج المسحوب علي البارد من دول الصين، وروسيا، وبلجيكا ، والذى كان من المقرر فرضه يوم 25 مارس الماضي، حيث قامت "بوابة الأهرام" بنشر تداعيات فرض هذه الرسوم على ارتفاع أسعار الأجهزة المنزلية والكهربائية على المستهلك.
وجاء القرار، الذى نشرته جريدة الوقائع المصرية فى عددها بتاريخ 3 إبريل من العام الجاري.
وكانت "بوابة الأهرام"، قد بدأت بنشر حملة حول التداعيات السلبية التى قد تحدث، حال اتخاذ قرار بفرض رسوم إغراق على استيراد الصاج المسحوب على البارد من الخارج، كما انفردت بنشر مذكرة تم إرسالها من صناع الأجهزة المنزلية والكهربائية لوزير التجارة يطالبون فيها بعدم فرض رسم إغراق حتى لا يؤدى ذلك إلى رفع أسعار الأجهزة المنزلية بصورة كبيرة.
وأكدت المذكرة، أن هناك العديد من الصناعات المحلية، تعتمد على استيراد الصاج كمواد خام بنسبة كبيرة، ولعدم قدرة الإنتاج المحلي من سد احتياجات تلك الصناعة، وأن صناعة الأجهزة المنزلية وحدها تعتمد بنسبة 80% على الصاج المسحوب على البارد في عمليات الإنتاج، ومع فرض رسم إغراق عليه سينتج عنه زيادة أسعار المنتجات بالأسواق، وهو ما يضعف قدرة المنافسة بالأسواق المحلية.
وأوضح يسري قطب عضو غرفة الصناعات الهندسية، وأحد أصحاب المصانع، في التقرير الذي نشرته "بوابة الأهرام" أن هناك شركة محلية، قد طالبت بفرض رسم إغراق بحجة أن المنتج المحلي يغطي السوق بالكامل؛ وهو أمر غير صحيح بدليل، أننا كصناع لم تستطع تلك الشركة تلبية كافة أوامر التوريد الخاصة بالشركات والسوق المحلية، إضافة إلي أنه لا توجد لدي تلك الشركة أنواع تحتاجها الصناعة المصرية "يعني لا كمية ولا نوعية" ـ علي حد قوله.
وتوقع قطب، أنه في حالة تطبيق رسم الإغراق علي الصاج، سترتفع أسعار الأجهزة المنزلية بنسبة من 15 إلي 20%، إضافة إلي ارتفاع أسعار سلع أخري يدخل فيها الصاج كمكون بنسبة كبيرة.
من جانبه، أكد محمد جنيدي، نقيب المستثمرين الصناعيين، أن الشركة المنتجة للصاج في مصر، لا تتوافر لديه أنواع معينة من الصاج يتم استيراها من الخارج، كما أنه لا يستطيع تلبية طلبات السوق المحلي، مشيرا إلي أن حجم ما تنتجه الشركة المحلية نحو 400 ألف طن يتم تصدير من 40 أو 50% من إنتاجها، ويتبقي حوالي 200 ألف طن؛ بينما استهلاك السوق المصرية والمصنعين يصل إلي مليون طن سنويا، ما يستحيل معه سد الفجوة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك، مما يضطرنا لتغطيتها بالاستيراد من الخارج.
وتساءل، كيف نفرض رسم إغراق علي سلعة نعاني عجزا منها؟؟ مضيفًا: نحن مع الصناعة الوطنية وتشجيع وتعميق التصنيع المحلي، لكن ضد غلق المصانع، لافتا إلي أن تركيا تستورد الصاج من من الصين وروسيا، وتنافس المنتجات المصرية في كل الأسواق، ومع فرض رسم إغراق سترتفع أسعار المنتجات المصرية وتخرج من المنافسة.
وأبدي "جنيدي" دهشته من مجرد التفكير في اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت، التي تسعي الدولة لعودة السياحة الروسية إلي مصر، خاصة أن هذا القرار قد يوتر الأجواء، ولنا في تجربة القمح الروسي مثال حي علي ان العلاقات الاقتصادية، تنعكس علي الأوضاع والعلاقات بين البلاد، وقال: "حتي لو في نية لاتخاذ القرار لا يجب أن يكون في ذلك الوقت الذي نسعي لعودة السياحة الروسية، والتي تشغل 3 ملايين عامل" ـ علي حد قوله ـ.
وكشف عوني حسان عضو غرفة الصناعات الهندسية وأحد المصنعين، عن أن كل مصنعي الأجهزة المنزلية أرسلوا طلبات توريد للشركة المحلية التي تطالب بفرض رسم إغراق علي الصاج، ولكن لم تستطع الشركة تلبية أوامر التوريد، مما سيقف حائلا، وتساءل مندهشا: "إذا كانت الشركة المحلية لا تستطيع تلبية أوامر التوريد للمصانع، فلا يمكن في هذه الحالة رسم فرض رسم إغراق
عبد الفتاح حجاب